الثلاثاء، 14 أبريل 2015

صبر جميل







التحلي بالصبر من شيم الأفذاذ الذين
 يتلقون المكاره برحابة صدر وبقوة
إرادة , ومناعة  أبيه وإن لم أصبر أنا وأنت فماذا نصنع ؟!

هل عندك حل لنا غير الصبر ؟ هل تعلم لنا زاداً غيره ؟
كان أحد العظماء مسرحاً تركض فيه المصائب ,
 وميداناً تتسابق فيه النكبات
كلما خرج من كربة زارته كربة أخرى ,
وهو متترس بالصبر , متدرع بالثقة بالله . 
هكذا يقعل النبلاء ,
 يصارعون الملمات ويطرحون النكبات أرضاً . 
دخلوا على أبي بكر - رضي الله عنه - 
وهو مريض , قالوا ألا ندعو
لك طبيباً ؟ . قال : الطبيب قد رأني . 
قالوا : فماذا قال  ؟ قال :
يقول : إني فعال لما أريد .
واصبر وما صبرك إلا بالله , اصبر صبر واثق بالفرج , 
عالم بحسن المصير , طالب للأجر ,
 راغب في تكفير السيئات , اصبر , 
مهما إدلهمت الخطوب , وأظلمت أمامك الدروب ,
فإن النصر مع الصبر
 وإن الفرج مع الكرب , وإن مع العسر يسراً .
قرأت سير عظماء مروا في هذه الدنيا , 
وذهلت لعظيم صبرهم وقوة
احتمالهم , كانت المصائب تقع 
على رؤوسهم كأنها قطرات ماء بارد  
وهم في ثيات الجبال , وفي رسوخ الحق , 
فما هو إلا وقت قصير
فتشرق وجوههم على طلائع فجر الفرج , 
 وعصير النصر . وفرحة الفتح ,

 وأحدهم ما اكتفى بالصبر وحده , 
بل نازل الكوارث وصاح
في وجه المصائب متحدياً .
د. عائض القرني



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق