مجتمعات تأكل من القمامة و أخرى جعلت منها عملا فنيا إطلالة إبداعية على فنانين أبدعوا بنحتهم على الورق و الكتب القديمة بأسلوب و مهارة فائقة
نادرون من لهم أسلوب خاص في فن النحت، فبالإضافة إلى فن النحت على الخشب و الحجر، و المعادن (النحاس ) يفضل البعض منهم النحت على “الورق” و “الكتب القديمة” و بأسلوب إبداعي راقٍ جدًّا، فأنه يتم النحت على أوراق رقيقة قد تتلف بمجرد الإمساك بها ، و فيما ـ’أكْل’ تكسب مجتمعات قوتها اليومي على القمامة ، هناك من جعلوا منها عملا فنيا ، و هنا يأتي الاحتراف والإبداع الحقيقي و الأصيل
فهذا ”حاستان رو” فنان بريطاني عمره 41 سنة ، يعمل مسؤولا عن مكتبة جامعة كامبريدج قسم الصحافة، و يعتبر من الفنانين النادرين و المنفردين في الإبداع، له هواية غريبة، كشفتها إحدى المواقع الإلكترونية ، ألا وهي نحت المناظر الطبيعية والشخصيات على أوراق الكتب، بحيث تكون مجسّمة و يجعل منها حقيقة ملموسة، و يعتمد رو في نحته الكتب شفرة حادة صغيرة خاصة بالورق، ولكنه لا يستخدم الكتب التي يقوم برعايتها في المكتبة، بل يشتري نسخاً جديدة من أي مكتبة في طريقه، ويعكف على نحتها في أوقات فراغه، و في تصريح له نقله موقع مترو الإخباري، أكد هذا الفنان أنه يستخدم الكتب القديمة المهترئة ، التي يشتريها من باعة الكتب القديمة ، كانت بالنسبة له عبارة عن وسيلة ترفيه و لكن مع مرور الأيام تحولت إلى هواية، بل إلى أسلوب حياة بالنسبة له، ما جعل إدارة الجامعة تنظم له معرضا خاصا لأعماله الفنية.
و نقف مع فنانان آخران من أمريكا واحد اسمه Jeff Nishinaka ، و الآخر يدعى نيكولاس جورجيو، فقد رأى هذا الفنان أن الثورة الرقمية في العالم قد غيرت من مفهوم الناس نحو القراءة بشكل كبير، لذا فهو يقوم بجمع الكتب والصحف المهملة من شوارع المدينة وخلق منحوتات فنية رائعة، كما جعل من القمامة عملاً فنياً، فكل شيء أصبح من وراء الشاشات ولم يعد هناك اهتمام بالطرق التقليدية في القراءة، لذا فهو يقوم بجمع الكتب والصحف المهملة من شوارع المدينة وخلق منحوتات فنية رائعة!، تقول بعض المصادر أن حاستان رو و مبدعين آخرين ساروا على خطى الخبير في النحت على الورق كفن نيكولاس، و هذا الأخير يحول قصاصات إلى لوحات فنية في قمة الجمال، بدا نيكولاس هذا الفن في عام 1986 في مكتبة في تورنتو بكندا، و كانت لوحاته تطوف العالم كله و جابت شوارع أمريكا، و أدخل للوحاته الفنية مجال التسويق و الدعاية للشركات الكبرى.
وهذا الفنان براين ديتتمير
براين ديتتمير، فنان من شيكاغو، يحمل عدته ويُشكل الكتب لفضح محتواها، مع الأعتناء بكل القشور والطبقات الرقيقة المختلفة، وبشكل إنتقائي لأزالة اجزاء من الصفحات وإبراز ما خلفها من مواضيع، وبذلك بنظرة ثاقبة تستطيع ان تعرف ما محتوى الكتاب، وعن أي المواضيع يتحدث دون عناء البحث عما تريد.
و إن كان فن النحت و أدواته يختلف من فنان لآخر حسب ذوق كل واحد منهم، فهناك من فضلوا أوراق الشجر على أوراق الكتب، لاختلاف ألوانها و أشكالها باختلاف أنواع الأشجار، فهذا فنان و هو من جنسية اسبانية ، يدعى لورينزو دوران، الذي عمل على نحت أوراق الشجر، فلورينزو يرسم ما يريد أن يرسمه على ورق عادٍ / ثم يقوم بجمع أوراق الشجر المميزة و السميكة و ينظفها جيدا، و يعرضها للتجفيف حتى تصبح جاهزة، و باستخدام مشرط حاد ينقش ما رسمه مسبقا على ورق الشجر، كما يعتبر ميرا كارلون من الفنانين المشهورين في البرازيل بالنحت على الورق بمهارة، و حظيت لوحاته الفنية بالتقدير في جميع أنحاء العام و لدى الفرق الرياضية.
و يعرف النحاة هذا النوع من الفنون بمعناها الحرفي بأنه ترك أثرا غائرا في الأجسام الصلبة كالخشب والزجاج والأحجار ، و لو ان الصين البلد الأول الذي اشتهر بمثل هذه الأعمال الإبداعية، وفيها العديد من الفنانين المعروفين في هذا المجال والمتميزين بإبداعاتهم ، و حسب الخبراء في فن النحت على الورق ، فإن فصل الخريف الفصل المثالي ، حيث يكون مصدرا للمادة الأساسية لهذا الفن ،إذ يتم استخدام أوراق الأشجار الطبيعية والتي أخذت في الجفاف والتحول إلى اللون المطلوب، و من أفضل و أجود أنواع الورق حسب الخبراء نجد ورق شجرة شينار chinar و هي متواجدة بكثرة في الصين و الهند و باكستان.
واليكم بعض الصور لاكثر من فنان
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق